أحياناً يكون الصمتُ ثوباً.. ترتديه متى تشاءُ.. وتخلعه متى تشاء.. أحياناً تكون الحكايةُ مَلَلاً.. يتسربُ في الأوراق.. وتركن في الروح بعيداً!!
أحياناً يكون الحلمُ جنوناً.. فكيف ستطارده قصائدي الصامتةُ بعيونٍ مغمضة.. أحياناً يكون الفرحُ جُرْحاً.. نافراً في الجسد .. باقياً كذكرى.
أحياناً ـ وعندما توصد أبوابَك ـ تطرقُ عليك الحروفُ الرشيقةُ البابَ.. لحظتَها ستكون عارياً إلا من المخاوف.. سريعاً في الموت.. منكسراً كبابٍ عتيق.
ستكون من حولك مجموعةٌ من الوعود.. والكثير من مفاتيحَ لا تفتح.. سيكون بقربك صمتٌ وفير.. سيكون بابك مشرعاً للعابرين.. الذين سيلتهمون دهشتَك.. لحظتَها سيكون القلبُ وحيداً.. مفتوحاً على احتمالٍ كسير!!
أيةٌ تناقضات تجمعها الروح في ثناياها؟!
ستكونُ قليلاً في كلِّ شيء.
في الحلم.
في الأمنية.
وفي الفرح!!
وستكون كثيراً في كل شيء:
في الجُرْح.
في القلق.
في الحزن!!
ستكون الأصلَ والصورةَ.. وستكون الشيءَ وضدَّه.. كيف تكون الأبوابُ مفتوحةً ومقفلةً في آنٍ واحد؟!
كيف نحب ونكره في وقتٍ واحد؟!.. كيف تكون مفتوحاً على كثيرٍ من الاحتمالات البائسة.. وداخلَك تتكور مجموعةُ أحلام.
تحاول أن تكون أنت وغيرك.. سيكون وقتك ضيقاً.. وستحترق في مَهَبّ نزواتك.. ستكون شاسعاً في الخيال فقط.
سيكون فعلُك فُقّاعةَ وهمٍ.. تحاول أن تشكِّلَ الواقعَ من خلالها.. وأنت ترى أن العالمَ لن يصبح أكثرَ اتساعاً بعد كل قصيدة.. وأن الطريقَ لن تصبح ممهدة بعد كل خاطرة.
الجميعُ يتآمر عليك:
العائلةُ تُلبسك ثوبَ المشاغل.. والوظيفةُ تفرش لك فراشَ الرتابة.. والقبيلةُ تتوّجك شيخاً مفتَرضاً.
وأنت تبحث عن ذاتِك ولا تجدُها.. تتصفح الوجوه.. وتفقد مع الوقت بريقَ الرضا.. ستكون مغايراً.. ساطعاً بجنونك.. وسط رتابةٍ شاملة..
إنها لعبةُ الزمنِ المقيت.. إنها سطوةُ الوقتِ القاحل.. إنها أيضاً الأحلامُ الكبيرة.. التي تفتحُ في الحُلكة نافذةً من نور.. وتقول لك: إن كلَّ شيء ممكنٌ ومتاح.. وأيضاً مرتعشٌ ومتراخٍ ومميت.
ستكونُ كثيراً بهذه الأمنيات.. بعد عمرٍ طويل سيقولون: [ كان هنا.. سَلَكَ في الأرض طريقَه.. لم ينطفئ نورُ حرفِه.. لم يحملْ معه شيئاً.. فقط كان كثيراً على دنيانا هذه!!]
كيف يمكن ان نكره ونحب فى ذات الوقت ذلك هو السؤال الذى انجب الشعر وحرم ختان القصيدة .... لك تحياتى ايها الصديق الرائع ولحيرتك المزمنة
ردحذفصديقي الشاعر : هو الانسان بمزيج عواطفه وانفعالاته برفضه وقبوله بايمانه وكفره والقلة ةوالوفرة أقدار ولقد أختلف معك في وصف الزمن بالمقيت أو الوقت بالقاحل دون تخصيص لزمن أو وقت بنسبته للبشر المعنيين به , فنحن صديقي العابثون ومنا أصحاب المشورة والمشيخة , ونحن أيضا صديقي من نكذب لنختلس الحب , ونلبس ثيابا بيضاء لنواري سواد القلب , ونحن ...... وضع ماشئت , صديقي أشكرك على بثك لوجعك بصدق ووفقك الله .
ردحذفالعائلةُ تُلبسك ثوبَ المشاغل..
ردحذفوالوظيفةُ تفرش لك فراشَ الرتابة..
والقبيلةُ تتوّجك شيخاً مفتَرضاً.
....
ورغم ذلك وغيره تأتي القصيدة.