الرئيسية » » زوبعة التساؤل عن تجربة الأدباء الشباب في ليبيا

زوبعة التساؤل عن تجربة الأدباء الشباب في ليبيا


مشاركة في ملف التسعينون
بملحق مواسم الثقافي بصحيفة أويا الليبية

( تمثل هذه المجموعة النخبة الشابة، بقدر ما تحمل من تميز على الصعيد الفردي من خلال نصوصها التي تقدمها، وهو الصوت الحقيقي الذي يقترح البلاد كما يريد وكما يراه، دون تدخل أو اعتماد أي رواسب اجتماعية (لا تروق) .. إنهم الصوت الذي قرأ البلاد صح.
وإن كانت تسمية (التسعينيون) تنجح كنوعٍ من التحديد فهم كذلك.. رائحة البلاد التي لا تدرك إلا بالغوص في صدرها أكثر.. وهم رواد المهرجانات في كلِّ البلاد، يحملون قصائدهم إليها، يصدحون بها علناً دون وجل، ولا خوف )1
......................
.....................
يظل هذا المفتتح الذي يضعه الشاعر (رامز النويصري ) في موقع ( بلد الطيوب ) في دلالة أكثر حدة على النقاش الذي تناول هذه المجموعة ونتاجها ، وعلى الرغم من أن ( النويصري ) ظل قريباً من هذه المجموعة فإنه تعامل مع هذه المجموعة تعاملاً منفعلاً مسكوناً بانبهار خاص بنتاجهم.
ظل السؤال الملح في تجربة الأدب الليبي عن تتابع الأجيال في هذه المسيرة ، والذي نراه أن الثقافة الليبية ظلت تعمل في ظل - ولفترة طويلة - وجود مؤثرات عربية قوية دون الوقوف على رموز ليبية لها تأثيرها.
وعلى الرغم من أن الثقافة الليبية لم تحتوِ أي نقاش مكثف عن ظاهرة الأجيال والجماعات الثقافية عبر تاريخها إلا أن مجموعة الشباب التي بدأت الكتابة بنهم شديد وبحضور مكثف في أواخر التسعينات وعبر مختلف وسائل النشر المتاحة ، شكلت ظاهرة أدبية غاية في الإرباك والتوتر.
ولا أتكلم هنا عن صراع الأجيال
إلا أن الفترة التي ظهرت فيها هذه المجموعة ، وكذلك تقاربهم سناً ، وانتشارهم العربي عبر شبكة الانترنت- التي ظلت لفترة طويلة حكراً عليهم فقط - أعطاها هذا التقارب ، شكل الجماعة الأدبية خصوصاً من حيث تنوع النتاج
لم تعرف الثقافة الليبية هذا الزخم الهائل من نتاج الشباب وبحضور مكثف ، ومتشعب ، محققين حضوراً بارزاً في الساحة العربية عبر شبكة الانترنت ، وربما لهذا حضرت أسماء مثل : ( صابر الفيتوري ) و ( ربيع شرير ) و ( عمر عبود ) و ( صلاح عجينة ) من جهة.
و ( رامز النويصري ، وخالد درويش ، وصالح قادربوه ، وعبدالدائم أكواص ، وغازي القبلاوي ) وغيرهم من جهة أخرى
ولتحضر مجموعة أخرى من أمثال ( عوض الشاعري ، وعبدالعزيز عبدالرواف ، ومحمد الأصفر ، وعبدالحكيم المالكي ) في موقع القصة العربية من جهةً أخرى.
هكذا ظهرت هذه التجربة ، متقاربةً مع بعضها في أغلب الظروف ، حتى أن بعض هذه التجارب ظهر بقوة في الخارج أكثر من حضوره في الداخل من هذه التجارب : تجربة ( صلاح الغزال ) و( فتحي الورشفاني ) وغيرهم.
ربما لهذا استنكر الكثيرون هذا التواجد بدون ارث ونتاج محلي ، ورآها الكثيرون زوبعة في فنجان الثقافة الليبية الرتيب الذي لم يعهد هذه الكم الهائل من الحراك المحموم والمسكون بهموم إيصال الصوت.
إنهم ( أدباء google ) إن صحت التسمية ، إنها أدباء الانترنت بجدارة ، سبروا تجاربهم وتلمسوا همومهم عبر هذا الأثير الالكتروني المتسع.
ظلت هذه المجموعة تعمل باستماتة عبر الصحافة المحلية ، مقترحةً أصواتها عبر أغلب المنابر الثقافية المختلفة.
في وسط هذا الزخم الإبداعي ، أطلق الشاعر ( رامز النويصري ) مصطلح ( التسعينيون ) محاولاً إيجاد قاعدة فكرية ومحاولة لخلق بيان مشترك لهذه المجموعة عبر تنظيره النقدي لهذه الفكرة عبر زاويته ( وقت مستقطع ) في الملحق الثقافي لصحيفة الجماهيرية.
ظلت الفكرة المطروحة قابلة للنقاش عبر سيل المقالات المكتوبة عبر الملحق الثقافي لصحيفة الجماهيرية محاولةً استقطاب نقاش فكري حول هذا النقطة.
لتبدأ بعدها مجموعة من المقالات المضادة من مجموعة الشعراء متركزةً في مقالات عنونت بـ ( أنا لست تسعينياً ) متعارضةً مع تنظيرات ( رامز ) حول ( التسعينيون ) ، وكتب فيها : ( خالد درويش ) ( عبدالدائم أكواص ) ( ربيع شرير ) وغيرهم
حاولت هنا أن اسرد الكثير فيما يتعلق بنشأة مصطلح ( التسعينيون ) متوقفاًً هنا عند ملاحظتين :
الملاحظة الأولى : إن المصطلح لم يكن وليد الثقافة الليبية ، فبوضع هذه اللفظة في محرك البحث ( جوجل ) تبرز في تجارب معاصرة مثل : العراق واليمن ومصر، وهي أيضاً لفظة لها تشعباتها وتعقيداتها حسب كل بلد.
الملاحظة الثانية : للمرة الأولى ينتفض فيها الأدب في ليبيا والإبداع بشكلٍ عام ، بخروج مجاهر من عزلة فرضتها عليه ظروف مختلفة (جغرافية ، وثقافية ).

ويمكن التوقف عند مصطلح ( التسعينيون ) من حيث :
1. رفض الغالبية من الأدباء الشباب المصطلح ، ربما أخلاصاً منهم لتجاربهم الفردية الخاصة ، ورفضهم للخضوع لأي تصنيف.
2. ظلت تجربة الشباب _ تماشياً مع تجربة الأدب الليبي عموماً _ تجربة أصوات منفردة ، يتفرد فيها كل صوت بوقعه وتجربته.
3. ظل النقد غائباً عن استطلاع أفاق التجربة كما هو حال الإبداع بشكلٍ عام في ليبيا ، ولم تفرز التجربة نقاداً بالمعنى الواسع ، لكن الملاحظ في هذه التجربة هو كتابة هؤلاء الشباب على تجاربهم الإبداعية : فكتب ( رامز النويصري ) و( صلاح عجينة ) و ( عبدالباسط أبوبكر محمد ) محاولين استنطاق هذه التجربة والوقوف على عند أغلب الأصوات في هذه التجربة.
4. اكتفت تجربة الشباب بالمؤثرات العربية وبالتالي ظل تأثير الرواد الليبيين في التجربة ضئيلاً جداً ، الأمر الذي عده الكثير من الرواد تنكراً واستغفال لتجربتهم ، ولذلك كثرت الاتهامات ضد هذه التجربة بالقطيعة وإهمال الأدب في ليبيا.
5. شكلت فترة ( التسعينات ) عموماً مرحلة نوعية للأدب الليبي ، بانفتاحه على التجارب الأخرى ، الأمر الذي خلق نوع من التميز في أغلب التجارب الجديدة ، بإطلاعها الواسع على تجارب الغير ، بل أن أغلب التجارب السابقة بلغت ذروتها خلال هذا العقد.
ختاماًُ :
التجربة الآن - في نظري - وصلت مرحلة من النضج والهدوء النسبي ، البعض الذي بدأ منفعلاً بدأ يركن إلى استماع للأصوات الأخرى والاقتراب من التجارب الشعرية الليبية الأخرى.
يصل عدد هذه المجموعة ( 44 ) كاتباً شاباً حسب تصنيف موقع( بلد الطيوب ) لهم ،يتنوع في نتاجهم حسب القصة والشعر وعلى الرغم من أن أغلب هذه المجموعة ، ظل ينأي بشكلٍ أو بأخر عن ( مصطلح حاد مثل التسعينيون )
فالغالب لم يتورط في التنظير أو التعارض مع هذه الفكرة ، وظل يرسم بحذر تجربته سواءً على الصعيد المحلي أو الصعيد العربي.
كثيرة هي الأسماء التي جاءت خارجةً بتجربته من أي تصنيف مربك ، مكتفيةً بنقش تجربته بهدوء ، وبعيداً عن زوبعة التساؤل المربك!!


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. الشاعر رامز النويصري / موقع بلد الطيوب / قائمة الأدباء الشباب.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الوقت كالسيف

Blogger widget

التقويم

Blogger widget

إشترك ليصلك الجديد

ضع إيميلك ليصلك كل جديد

تابعنى على هذه الصفحات

 FacebookYoutube 

صفحتى على الفيس بوك

 
تعريب وتطوير : صالح سعد يونس | تباريح العشق والوجع -\- مركز تعريب وتطوير المدونات copyright © 2013. تفاصيل - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website Published by Mas Template
Proudly powered by Blogger